الاثنين، 27 أغسطس 2012

أزياء المغرب



الشربيل» حذاء تقليدي مغربي.. أشهره الفاسي ويليه المراكشي والصويري
يلائم الطويلات.. والقصيرات يفضلنه بكعب

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الرباط: لطيفة العروسني
لا يكاد يخلو سوق شعبي او عصري في أي مدينة من المدن المغربية من محلات متخصصة في بيع الاحذية التقليدية المغربية الشهيرة بـ «البلغة» بالنسبة للرجال و«الشربيل» بالنسبة للنساء، معروضة على واجهة المحلات بطريقة متناسقة وكأنها لوحات تشكيلية. أحذية تثير انتباه السياح باشكالها الانيقة والوانها الجميلة، ولا تستغني عنها أية مغربية، سواء كانت تقليدية أو عصرية. فهو «اكسسوار» ضروري يعبر عن الانوثة والبساطة والتشبث بالاصالة، مثله مثل الازياء التقليدية كالقفطان والجلابية. يقول الدكتور عبد الهادي التازي، ان الحذاء التقليدي في المغرب هو وجه من وجوه الحضارة والتقاليد العريقة، حذاء الرجل يسمى «البلغة»، واشهرها تلك المصنوعة بالجلد الاصفر، وحذاء المرأة يعرف باسم «الشربيل»، وسميت «البلغة» كذلك، لانها «تبلغ» الانسان الى مآربه، و«البلغة» اذا قدمت هدية فدلالتها كما قال، هو ان مقدمها يتمنى للشخص المهدى اليه طول العمر والوصول الى تحقيق غاياته في الحياة.
اما «الشربيل» فهو ايضا احالة رمزية على المرأة، فقد كان الرجل اذا اراد التحدث عن امرأة، لا يشير الى اسمها بشكل صريح، بل يقول «مولاة الشربيل» أي صاحبة الشربيل، وهو وصف للمرأة الوقور، ذات المكانة الاجتماعية والسمعة الطيبة، على حد قوله.

واكد التازي لـ «الشرق الأوسط» ان كلمة شربيل اصلها اندلسي، مأخودة من كلمة «serilla» لكن تم تحويرها في العامية المغربية لتصبح شربيل. وتعد فاس من اشهر المدن المتخصصة في هذه الحرفة، فهي التي «تصدر» هذه البضاعة لباقي المدن المغربية، تليها مدينة مراكش. وذكر التازي ان شعراء فن الملحون المغاربة كثيرا ما تغنوا بالشربيل وصاحبته، حتى ان هناك قصيدة مشهورة بعنوان «مولاة الشربيل»، فالحذاء كما قال هو اصدق ما يعبر عن شخصية الانسان.
وتابع التازي ان احد الشعراء هام حبا وشغفا بامرأة، واقسم باليمين انه سيفرش لها الارض ذهبا ان هي وافقت على الزواج منه، لكنه بطبيعة الحال، لم يستطع الوفاء بوعده، فافتى له احد الشيوخ بان يصنع لها «شربيلا» مطرزا بخيوط الذهب الخالص، وبذلك يكون قد وفي بالنذر.
في حي «السويقة» الشعبي العتيق في الرباط يوجد «سوق السباط» وبه عدة محلات متخصصة في بيع الشربيل بجميع انواعه واشكاله، حيث تلقى هذه البضاعة اقبالا لابأس به، خصوصا في مناسبات الاعياد وحفلات الزفاف، من بينها محل صغير لشاب اسمه عبد المجيد، يبيع هذا النوع من الاحذية منذ 11 عاما، قال ان هناك اشكالاً متنوعة من الشرابيل اشهرها شربيل «الفاسي» المصنوع من الصقلي الحر، وهو خيط للتطريز باللونين الذهبي والفضي، ويصنع يدويا، ويتراوح سعره ما بين 30 و40 دولاراً بالنسبة للاشكال العادية، لكن ثمنه قد يصل الى اكثر من 100 دولار، حسب درجة الاتقان والخامات المستخدمة فيه، كما هناك شربيل الحرير ويتوفر بـ جميع الالوان، ويطرز بتطريزات خفيفة. اما النوع الثالث فهو المصنوع من الجلد فقط، ويسمى «بلغة» نسائية.
الشربيل الفاسي هو الاقدم والاشهر والمطلوب اكثرمن قبل الزبونات، غير ان هناك الشربيل «الصويري» ايضا نسبة لمدينة الصويرة، ويصنع من «الدوم» أي القش الذي يلون بالوان قزحية.
وقال عبد المجيد ان الحذاء التقليدي المغربي عانى في السنوات الاخيرة من منافسة شديدة من طرف بعض الاحذية الصينية او الباكستانية، لكن النساء سرعان ما يكتشفن بأن تلك الاحذية رديئة، لانها تصنع من مواد بلاستيكية مضرة بجلد القدم، لذلك ومن اجل مواكبة موجات الموضة، يلجأ الحرفيون المغاربة انفسهم الى تقليد تلك الاحذية من حيث الشكل والتصميم، مع الحرص على استعمال الجلد الطبيعي، مشيرا الى ان الحذاء التقليدي المغربي، لا يتأثر الا لفترات محدودة لان الموضة موسمية، ولا يمكن للمرأة المغربية ان تستغني بتاتا عن «الشربيل» في مناسبات الاعياد والاعراس، وحتى في الاستعمال اليومي، كما ان الصناع التقليديين حسب رأيه، يبذلون جهودا كبيرة لمواكبة الموضة، حتى يتلاءم مع الملابس الجاهزة «فلدينا شرابيل مصنوعة من قماش الجينز كذلك».
من جهتها، قالت نادية التازي، مصممة الازياء التقليدية المعروفة، ان الشربيل قديم جدا، وكانت المرأة المغربية لا تستغني عنه، فهو الحذاء الوحيد الذي كانت تنتعله في المنزل، وخارج البيت ولحضور مختلف المناسبات كالاعياد والافراح، الا انه مع مرور الوقت تراجع امام الاحذية العصرية ذات الكعب العالي، ومع كل ذلك، يظل اساسيا ولا تستغني عنه أي امرأة، فلا بد ان تمتلك ما لا يقل عن اثنين او ثلاثة احذية بالوان مختلفة لتتلاءم مع الوان القفطان او الجلابية. وتضيف التازي ان موضة «الشربيل» عادت خلال السنتين الاخيرتين بالنسبة للعروس، خصوصا الشكل التقليدي المطرز بالصقلي باللونين الذهبي والفضي، مشيرة الى ان الشربيل حذاء عملي جدا ولا بديل عنه للعروس الطويلة، لانه ينسجم كثيرا مع الازياء التقليدية، بينما القصيرات يرفضن ارتداءه أيا كانت المناسبة، لذلك ولحل هذا الإشكال، اضاف الحرفيون كعبا متوسط الطول الى الشربيل الاصلي، حتى يلائم هذه الفئة ايضا.وطالبت التازي بالمحافظة على هذه الصناعة لأنها جزء من الثقافة المغربية، وذلك عبر تقديم الدعم للحرفيين، لانه قد يأتي وقت قد لا نجد من يصنع لنا تلك الاحذية، خصوصا من الحرفيين الشباب.


القفطان المغربي

للقفطان المغربي خصوصيته التي تجعل المرأة تبدو في أرقى صورتها وأبهاها، تماما كما للغرب خصوصياته الناتجة عن موقعه الجغرافي وبنية ساكنيه وتنوع ثقافته وغناء تراثه وبراعة حرفييه وشهرة صناعاته التقليدية، فالمغرب بلد متعدد الثقافات والجذور، وما زال يحافظ على أفضل ما توارثته الأجيال من مخزون حضارات متعددة تأثرت بالحضارات الأمازيغية والإسلامية والعربية وكذلك الإفريقية والأوروبية وذلك بفضل موقعه الجغرافي كبوابة للقارتين الإفريقية والأوروبية.
تميز القفطان المغربي، جعل المرأة العربية والخليجية خصوصا تفضله على غيره من الأزياء، فهو قريب جدا من بيئتها الاجتماعية ويحقق لها الأناقة والاحتشام والتألق في وقت واحد.
والأزياء المغربية تتميز عن غيرها من الأزياء الأخرى بجوانب عديدة منها: نوعية الأقمشة الفاخرة التي تستخدم في صناعتها، وألوانها الجريئة والمتناغمة، إضافة إلى التطريز بشكل كثيف أحياناً، والتصميم الذي يراعي عنصر الاحتشام، من دون أن يؤثر في الجمال.
وفي هذا الإطار، قدمت مصممة الأزياء المغربية »نادية عصمان« مؤخراً، أحدث إبداعاتها في عالم الأناقة المغربية، التي ترى أنها لا تقل بخطوطها وتفاصيلها الفريدة جمالاً وإبهاراً عما تقدمه أكبر دور الأزياء العالمية من تصاميم وابتكارات، ولذلك فقد حرصت نادية عصمان على تقديم الجديد والمتطور دائماً.
استلهمت في تصاميمها عبق التراث ألوانها وتطريزاتها لتقدم موديلاتها اللافتة بلبوس العصر الحديث ولغة جديدة في مفهوم تصميم الأزياء.
يتألف القفطان المغربي من ثلاث قطع، وتعرف المصممة كيف تجمع هذه القطع لتؤلف مشهداً أنيقاً يزيّن المرأة في لحظات هادئة. تركز عصمان على الألوان المشرقة في أغلب أعمالها، وتأتي هذه الألوان كتتمة لمشهد الأنوثة، وفي المقابل، تلعب هذه الألوان دوراً بارزا في تحديد هوية المعنى المرتجى، المعنى الذي تسعى إليه هذه التشكيلة. أقمشة الحرير والتول وسواها من الأنواع الراقية يجري اعتمادها في أزياء عصمان ويكون القفطان أكثر جمالاً وحيوية حين تكون الأقمشة فاعلة في دلالاتها.
»القفطان« ليس عباءة أبداً ــ تقول عصمان ــ إنه زي خاص بشعب المغرب، يعبر عن ثقافة جمالية رفيعة المستوى، ويدل بشكل مباشر على عادات وتقاليد خاصة في حياة الإنسان المغربي.
موضة خاصة جداً ومميزة جداً تبرز في كل »قفطان« تقدمه عصمان، إذ يمكن قراءة كل ثوب على مهل، ومن يقرأ جيداً يكتشف سر هذا الثوب الذي يكاد ينطق بالكلام، لكثرة دلالاته وألوانه والتطريزات المعتمدة في كل تفاصيله.
صورة أخرى من الموضة، تبرز عبر هذا النوع من الأزياء، الأزياء المغربية التقليدية، يكفي أن نرى القفطان، بأشكاله المختلفة، حتى نكتشف أكثر سر الحيوية والأنوثة والموضة الوافدة من عادات وتقاليد خاصة.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الأزياء التقليدية في رمضان ظاهرة متميزة في المغرب


الرباط: عمر عبد السلام
تتعدد مظاهر وطقوس الاحتفاء بشهر رمضان في المغرب. ويعتبر ارتداء الأزياء التقليدية خلال شهر الصيام من المظاهر اللافتة للانتباه. سواء بالنسبة للصغار أو الكبار من الجنسين معا. ورغم أن ارتداء هذه الملابس ليس رهينا بالمناسبات، إلا أنه في شهر رمضان يكاد يتحول إلى شبه زي موحد في كل مدن وقرى المغرب، إذ يزيد إقبال الناس على اقتنائها وحرصهم على تفصيل أو شراء الجديد منها منذ مقدم شهر شعبان، لتدب الحركة في المحلات المتخصصة ببيعها وتفصيلها. والزائر إلى المغرب في هذا الشهر لا بد وأن يلفت انتباهه، منذ اليوم الأول في شهر الصيام، تراجع الأزياء الأوروبية لحساب الأزياء التقليدية. فالمرأة والرجل على حد سواء يقبلان على ارتداء الجلابية التقليدية أو «الجبادور» المكون من جاكيت وسروال فضفاضين. و«الجلابية» المغربية تتميز بشكلها القريب من القفطان مع إضافة غطاء رأس يتدلى من الوراء، لكنه كان في الماضي يغطي الرأس عندما يشتد الحر أو ينهمر المطر، مع العلم ان القفطان في الماضي كان لباسا للرجال والنساء في المغرب، ولكن مع التطور الاجتماعي تغير شكله، وأصبح مقصورا على النساء فقط، خاصة بعد أن أدخلت عليه لمسات أندلسية وامازيغية وأخرى من باقي مناطق المغرب. ولا يكتفي المغاربة بالأزياء، بل يهتمون ايضا بالاكسسوارات التي تتماشى معها. فالنساء ينتعلن ما يعرف بـ «الشربيل» وهو شبيه بالشبشب لكنه من الجلد ومطرز بخيوط الذهب أو الحرير، بينما ينتعل الرجال ما يعرف بـ «البلغة» أيضا مثل الشبشب، لكن من دون تطريزات، وتشتهر بألوانها المتنوعة: الأصفر والبني، كما يزين هذا الأخير رأسه بطربوش.
ويرفض المغاربة أن تقرن ملابسهم التقليدية بالصور الفلكلورية التي طبعت في أذهان البعض خاصة لدى الأوروبيين، بل يعتبرون ارتداءها سواء في شهر رمضان أو غيره جزءاً لا يتجزأ من ثقافتهم وتراثهم القومي.. ولهذا، ليس غريبا أن يكون من ضمن مقتنيات المتاحف، ومشاركا في عروض الأزياء، خاصة أنه شهد تطورا هائلا في السنوات الأخيرة، ولم يعد مستعملوه من أهل المغرب وحدهم، بل اصبح يُتداول في أوساط سكان دول المشرق العربي والدول الأوروبية. ويشهد التاريخ على جمال الملابس التقليدية المغربية خلال القرن التاسع عشر عندما استعملها الرسام الفرنسي المعروف «دولاكروا» في بعض لوحاته الشهيرة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق