ملك المغرب ليس الأغنى في البلاد.. والشعبي بلغ الثراء بطموح وتواضع
الثلاثاء 09 أكتوبر 2012 - 23:07
على الرغم من كونه سابع أغنى ملك في العالم، لا يتصدر العاهل
المغربي محمد السادس قائمة الأثرياء بالبلد، وثروته المقدرة بـ2.5 مليار
دولار (حسب فوربس) تفوقها ثروتا منافسيه ميلود الشعبي وعثمان بنجلون. وهما
رجلا أعمال كونا ثروتهما خارج دائرة الملكية. إذ استطاع ميلود الشعبي، في
2012، أن يتبوأ بثروة تقدر بحوالي 2.9 مليار دولار، حسب أكورافوكس، المرتبة
السادسة بين أربعين مليارديراً إفريقيا. يليه عثمان بنجلون، مدير البنك
المغربي للتجارة الخارجية ورئيس المجموعة الاقتصادية "فينَانس.كوم"، بثروة
تربو على مليارين وستمائة مليون دولار. بيدَ أن الشعبي، على خلاف بنجلون،
يبقى غير معروف بما فيه الكفاية بسبب خفوت الأضواء المسلطة عليه.. فمن يكون
يا ترى؟رأى ميلود الشعبي النور بالشياضمة عام 1929، في بلدة تقع بالقرب من الصويرة، ودشن منذ حداثة سنه مسيرة سعى بها إلى حياة أفضل، مما غير مسار حياته. ففي اليوم الموالي للحرب العالمية الثانية بدأ الشاب يتجول بين بلدة وأخرى، ويتنقل بين سوق وآخر، بحثاً عن عمل صغير قبل أن يحط الرحال في مدينة القنيطرة ويصبح بناءً، وفي ربيعه التاسع عشر أسس مقاولته الخاصة التي شغل بها عاملان اثنان. سنوات الخمسينيات دخل غمار الإنعاش العقاري بشراء وإعادة بيع الأراضي. وهو يفسر نجاحه على النحو التالي: "منذ إطلاق أول مقاولة لي، سنة 1948، لم آخذ ما تم جنيه من أرباح، لأنني أعيد استثمار أرباحي في مشاريع جديدة".
في الوقت الذي لا تزال فيه أكبر ثورة بالمملكة محافظة على نفسها، فإن ميلود الشعبي، حسب أكورافوكس، لم يشأ أن يربّي أبناءه في البذخ، ولم يرضخ أمام الإغراءات، والثروة لم تبدُ بجلاء على هندام أبنائه، ويقول أحد زملاء ابنه الثاني فوزي إنهم ما كانوا ليصدقوا قوله إن والده جد ثري حتى أتى ميلود الشعبي ذات يوم ليصحب ابنه من باب المدرسة بسيارة فارهة.
خلال سنوات الرصاص انفتح ميلود الشعبي على ربوع أخرى من العالم، البداية كانت من ليبيا حيث استثمر، خلال الستينيات، في مشاريع الـ (PTB)، ثم في تونس حيث أسس في الثمانينيات شركة للأنابيب، ولا يزال حتى اليوم في نشاط دؤوب، وأحدث في التسعينيات بمصر شركة لبطاريات السيارات، ويشارك حالياً في إنشاء مشروع عقاري ضخم بالقرب من القاهرة (مدينة نصر: مدينة جديدة تضم مليوني مسكن)، كما أنه أستثمر في بلدان إفريقية أخرى كالسينغال والغابون والكوديفوار ومالي وموريتانيا.
تشغل مجموعة "YNNA هولدينغ"، التي يديرها ميلود الشعبي،20 ألف شخص في المغرب، فيما يدير ابنه عمر، الذي يدرس بالولايات المتحدة، مقاولات ومشاريع الشعبي في كل من تونس ومصر والأردن ضمن مجال الإسمنت. وقد قام، علاوة على ذلك، بإطلاق مشاريع سياحية في دولة الإمارات العربية المتحدة وبغينيا بيساو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق