تاريخ طنجة
طَنْجَة.. مجمع البحرين ..
طنجة بوابة المغرب، تقع في ملتقى الطرق بين أوروبا وإفريقيا، ملتقى المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. حشود مختلفة من البشر، أسواق عطرة، ضوضاء مواكبة للبحر والمدينة هنا يبدأ الانبهار الحسي.
كانت طنجة مدينة دولية، ومنذ تأسيسها كانت هدفًا يتوق إليه العديد من الشعوب.
إنها تجلب السائحين من العالم بأسره - ومن المغاربة أيضًا - الذين يفتنهم اعتدال طقسها. مدينة طنجة تستجيب لتطلعاتكم.
توصف بأنها يمامة على كتف إفريقيا. أسست "تنجيس" في القرن الرابع قبل الميلاد، تنازع بشأنها القرطاجيون والرومان والفينيقيون والوندال والإسبان والبرتغاليون والإنجليز إنها أقرب مدينة إفريقية إلى أوروبا، مهوى أفئدة الفنانين، سواء كانوا رسامين أم موسيقيين أم كتابًا.
ادخلوها من بابها الواسع باب الراحة، فتحة في الأسوار، تُفْضِي إلى بانوراما لا تنسى وإلى الخليج الصغير. أنصتوا إلى الصخب المتصاعد من الميناء والقصبة.
ها هو ذا السوق الكبير، تشرف عليه المنارة المزينة بالفسيفساء المتعدد الألوان لمسجد سيدي بوعبيد.
تمزج ألوان "فوطات" البدويات بالأحمر والأبيض وألوان قبعاتهن المزينة بالشرابات بألوان الثمار والأواني الخزفية والأنسجة. صياح البائعين، وأصوات مطارق الصناع التقليدين تقدم هناك كل صباح حفلة موسيقية أخاذة. وهذا الرنين، إنها الأجراس النحاسية للسقاة بأزيائهم المزركشة... وهذا العطر، مزيج لطيف من روائح التوابل والصوف يلتصق بالذاكرة وبالذكريات المرئية أو المسموعة. هل هو أريج الليمون؟ أو القرفة؟ أو البخور؟ أو النعناع؟ أو الشواء؟ إنه أريج طنجة المميز.
في اتجاه الجنوب بمدخل المدينة العتيقة على مقربة من المسجد الكبير يوجد السوق الصغيرة، ساحة جذابة محاطة بفنادق ومطاعم ومقاهي.
إن لطنجة سحرها فهي تتوفر على مَلَكَة إيقاظ الفنان الكامل بداخلنا. الحلم بأجمل الصور المسجلة من صميم الواقع، والتزود من تلك المادة الخام التي تمنحها طنجة لتسجيل الخواطر... والاستظلال بأشجار التين المعمرة عبر مئات السنين، وبحدائق "المندوبية"، حيث وضع ثلاثون مدفعًا برونزيًّا بعد ما قاومت، وجلجلت، ودَكَّت أركان أعداء البلاد فيما مضى.
أو بحدائق السلطان، التي تجمع بين إغراء الزهور والقوة المثيرة بقصر دار المخزن المشيد في القرن 17م، بقبابه الرخامية وسقوفه الأرزية وديكوراته المزينة بالفسيفساء البديعة وهي تأوي اليوم مُتْحَف الفنون المغربية العتيقة والحديثة.
طَنْجَة.. مجمع البحرين ..
طنجة بوابة المغرب، تقع في ملتقى الطرق بين أوروبا وإفريقيا، ملتقى المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. حشود مختلفة من البشر، أسواق عطرة، ضوضاء مواكبة للبحر والمدينة هنا يبدأ الانبهار الحسي.
كانت طنجة مدينة دولية، ومنذ تأسيسها كانت هدفًا يتوق إليه العديد من الشعوب.
إنها تجلب السائحين من العالم بأسره - ومن المغاربة أيضًا - الذين يفتنهم اعتدال طقسها. مدينة طنجة تستجيب لتطلعاتكم.
توصف بأنها يمامة على كتف إفريقيا. أسست "تنجيس" في القرن الرابع قبل الميلاد، تنازع بشأنها القرطاجيون والرومان والفينيقيون والوندال والإسبان والبرتغاليون والإنجليز إنها أقرب مدينة إفريقية إلى أوروبا، مهوى أفئدة الفنانين، سواء كانوا رسامين أم موسيقيين أم كتابًا.
ادخلوها من بابها الواسع باب الراحة، فتحة في الأسوار، تُفْضِي إلى بانوراما لا تنسى وإلى الخليج الصغير. أنصتوا إلى الصخب المتصاعد من الميناء والقصبة.
ها هو ذا السوق الكبير، تشرف عليه المنارة المزينة بالفسيفساء المتعدد الألوان لمسجد سيدي بوعبيد.
تمزج ألوان "فوطات" البدويات بالأحمر والأبيض وألوان قبعاتهن المزينة بالشرابات بألوان الثمار والأواني الخزفية والأنسجة. صياح البائعين، وأصوات مطارق الصناع التقليدين تقدم هناك كل صباح حفلة موسيقية أخاذة. وهذا الرنين، إنها الأجراس النحاسية للسقاة بأزيائهم المزركشة... وهذا العطر، مزيج لطيف من روائح التوابل والصوف يلتصق بالذاكرة وبالذكريات المرئية أو المسموعة. هل هو أريج الليمون؟ أو القرفة؟ أو البخور؟ أو النعناع؟ أو الشواء؟ إنه أريج طنجة المميز.
في اتجاه الجنوب بمدخل المدينة العتيقة على مقربة من المسجد الكبير يوجد السوق الصغيرة، ساحة جذابة محاطة بفنادق ومطاعم ومقاهي.
إن لطنجة سحرها فهي تتوفر على مَلَكَة إيقاظ الفنان الكامل بداخلنا. الحلم بأجمل الصور المسجلة من صميم الواقع، والتزود من تلك المادة الخام التي تمنحها طنجة لتسجيل الخواطر... والاستظلال بأشجار التين المعمرة عبر مئات السنين، وبحدائق "المندوبية"، حيث وضع ثلاثون مدفعًا برونزيًّا بعد ما قاومت، وجلجلت، ودَكَّت أركان أعداء البلاد فيما مضى.
أو بحدائق السلطان، التي تجمع بين إغراء الزهور والقوة المثيرة بقصر دار المخزن المشيد في القرن 17م، بقبابه الرخامية وسقوفه الأرزية وديكوراته المزينة بالفسيفساء البديعة وهي تأوي اليوم مُتْحَف الفنون المغربية العتيقة والحديثة.
في
طنجة كل شيء يبدأ من البحر ويؤدي إلى البحر، من "سور المعجازين"، تمعنوا
هذه اللوحة التي تأملها العديد من الفنانين : الميناء، المياه الخضراء،
والزرقاء لمضيق جبل طارق، وعلى مرمى العين؛ هناك الأندلس القرمزية عند مغرب
الشمس.
مدينة طنجة ..
شمس المغرب المتميزة بكونها نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط من جهة، و بين القارة الأوروبية و القارة الإفريقية من جهة أخرى. هذه الوضعية الإستراتيجية الهامة مكنتها من الاستئثار باهتمام الإنسان، و جعلت منها محطة اتصال و عبور و تبادل الحضارات منذ آلاف السنين. مما تشهد عليه المواقع و البقايا الأثرية المتواجدة بطنجة و منطقتها، و المنتمية إلى حضارات ما قبل التاريخ و حضارات الفنيقيين و البونيقيين التي ربطت اسم طنجة في أساطيرها العريقة باسم " تينجيس " زوجة " آنتي " ابن" بوسايدون " إله البحر و "غايا " التي ترمز للأرض. ثم الفترة الرومانية التي خلالها أصبحت طنجة تتمتع بحق المواطنة الرومانية، بل من المحتمل جدا أن روما جعلت من طنجة عاصمة لموريتانيا الطنجية، المقاطعة الغربية لروما بشمال إفريقيا
بعد فترة من السبات، استعادت طنجة حيويتها مع انطلاق الفتوحات الإسلامية لغزو الأندلس علي يد طارق بن زياد سنة 711م، ثم من طرف المرابطين و الموحدين الذين جعلوا من طنجة معقلا لتنظيم جيوشهم و حملاتهم. بعد ذلك تتالت على طنجة فترات الاحتلال الإسباني و البرتغالي و الإنجليزي منذ 1471م إلى 1684م، والتي تركت بصماتها حاضرة بالمدينة العتيقة كالأسوار و الأبراج و الكنائس.
لكن تبقى أهم مرحلة ثقافية و عمرانية مميزة في تاريخ طنجة ا لوسيط والحديث هي فترة السلاطين العلويين خصوصا المولى إسماعيل و سيدي محمد بن عبد الله.
فبعد استرجاعها من يد الاحتلال الإنجليزي سنة 1684م في عهد المولى إسماعيل، استعادت طنجة دورها العسكري و الدبلوماسي و التجاري كبوابة على دول البحر الأبيض المتوسط، و بالتالي عرفت تدفقا عمرانيا ضخما، فشيدت الأسوار و الحصون و الأبواب. وازدهرت الحياة الدينية و الاجتماعية، فبنيت المساجد والقصور و النافورات و الحمامات والأسواق، كما بنيت الكنائس والقنصليات و المنازل الكبيرة الخاصة بالمقيمين الأجانب، حتى أصبحت طنجة عاصمة ديبلوماسية بعشر قنصليات سنة 1830م، و مدينة دولية يتوافد عليها التجار والمغامرون من كل الأنحاء نتيجة الامتيازات الضريبية التي كانت تتمتع بها.
ويقطن طنجة خليط من السكان المسلمين من العرب والبربر وجالية أوروبية يغلب عليها العنصر الأسباني. وكانت مدينة طنجة منذ القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي مقر ممثلي الدول الأجنبية لدى بلاط سلاطين مراكش، وهذا الشأن السياسي الذي كان لقصبة الدولة الشريفية قد أضفى على طنجة طابعا خاصا بها. وهي الآن قصبة المنطقة الدولية التي تحمل اسمها. وتروى عن أصل طنجة وتشييدها قصص أسطورية مختلفة فيما بينها أشد الاختلاف.
وكان موقع مدينة طنجة معروفا لدى الفينيقيين، وكانوا هم أول من استعمرها ثم سكنها من بعد المستعمرون البونيون. وقد ظهرت طنجة في رحلات هانو سنة 530 قبل الميلاد. ويبدو أن مدينة طنجة كانت قصبة ملوك مختلفين صغار من الأهلين أهمهم شأنا بوكُّوس الأول (حوالي سنة 105 قبل الميلاد). وفي عهد بوكُّوس الثالث (في سنة 38 قبل الميلاد) أصبحت مدينة طنجة جمهورية مستقلة، وأعلنت روما أنها مدينة حرة، وظلت على هذه الحال حتى عهد كلوديوس (حوالي سنة 43 قبل الميلاد) وهنالك رفعت من مرتبة مستعمرة رومانية وأصبحت قصبة ولاية. وفي سنة 291م أي في أيام الإصلاح الإداري الروماني الذي قام به دقلديانوس حين ضمت ولاية موريتانيا الطنجية إلى أبرشية بايتيكا أصبحت طنجة مقر ناظر ورئيس يديرها مدنيا، ثم انتقلت طنجة إلى حكم البيزنطيين وكانت مدينة سبتة المغربية هي مقر ممثل امبراطور القسطنطينية .
وقد دخلت مدينة طنجة في الإسلام في مستهل القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي، فقد فتحها موسى بن نصير القائد المشهور، وناط أمر حكمها بأحد قواده وهو طارق بن زياد الليثي، وحشد طارق في جوارها مباشرة الجنود الذين خرج بهم من مدينة سبتة إلى أسبانيا سنة 93هـ /711 م، وأصبحت طنجة في عهد الولاة الذين أقامهم خلفاء المشرق المتتابعون قصبة بلاد مراكش حتى جبال أطلس الكبرى، وكان أول وال اتخذ مدينة طنجة مقرا له هو عمر بن عبد الله المرادي سنة 114هـ /732 م.
وقد فقدت طنجة مكانتها السياسية منذ أن أصبح إدريس الأول سيدا لبلاد المغرب بأسرها، ولم تستعد طنجة مكانتها الأولى بعد ذلك كمدينة أولى في بلاد المغرب طوال حكم الأدارسة، ولا الخلفاء الأمويين في الأندلس، ولا المرابطين والموحدين، والحفصيين من بعدهم. وفي النصف الأول من القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي بدأت طنجة تثير أطماع الدول الأوروبية لأول مرة منذ دخول مدينة طنجة في الإسلام، فاحتلها البرتغاليون سنة 876هـ / 1471 م مع مدن أخرى بالمغرب، ثم الإنجليز ستة 1077هـ /1661 م، ثم الفرنسيون سنة 1260هـ /1844 م، ومع كل احتلال كانت مدينة طنجة تقاوم مقاومة باسلة قوى عسكرية عاتية. إثر كل احتلال كانت طنجة تجد نفسها أطلالا وخرائب إلى القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي.
مدينة طنجة ..
شمس المغرب المتميزة بكونها نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط من جهة، و بين القارة الأوروبية و القارة الإفريقية من جهة أخرى. هذه الوضعية الإستراتيجية الهامة مكنتها من الاستئثار باهتمام الإنسان، و جعلت منها محطة اتصال و عبور و تبادل الحضارات منذ آلاف السنين. مما تشهد عليه المواقع و البقايا الأثرية المتواجدة بطنجة و منطقتها، و المنتمية إلى حضارات ما قبل التاريخ و حضارات الفنيقيين و البونيقيين التي ربطت اسم طنجة في أساطيرها العريقة باسم " تينجيس " زوجة " آنتي " ابن" بوسايدون " إله البحر و "غايا " التي ترمز للأرض. ثم الفترة الرومانية التي خلالها أصبحت طنجة تتمتع بحق المواطنة الرومانية، بل من المحتمل جدا أن روما جعلت من طنجة عاصمة لموريتانيا الطنجية، المقاطعة الغربية لروما بشمال إفريقيا
بعد فترة من السبات، استعادت طنجة حيويتها مع انطلاق الفتوحات الإسلامية لغزو الأندلس علي يد طارق بن زياد سنة 711م، ثم من طرف المرابطين و الموحدين الذين جعلوا من طنجة معقلا لتنظيم جيوشهم و حملاتهم. بعد ذلك تتالت على طنجة فترات الاحتلال الإسباني و البرتغالي و الإنجليزي منذ 1471م إلى 1684م، والتي تركت بصماتها حاضرة بالمدينة العتيقة كالأسوار و الأبراج و الكنائس.
لكن تبقى أهم مرحلة ثقافية و عمرانية مميزة في تاريخ طنجة ا لوسيط والحديث هي فترة السلاطين العلويين خصوصا المولى إسماعيل و سيدي محمد بن عبد الله.
فبعد استرجاعها من يد الاحتلال الإنجليزي سنة 1684م في عهد المولى إسماعيل، استعادت طنجة دورها العسكري و الدبلوماسي و التجاري كبوابة على دول البحر الأبيض المتوسط، و بالتالي عرفت تدفقا عمرانيا ضخما، فشيدت الأسوار و الحصون و الأبواب. وازدهرت الحياة الدينية و الاجتماعية، فبنيت المساجد والقصور و النافورات و الحمامات والأسواق، كما بنيت الكنائس والقنصليات و المنازل الكبيرة الخاصة بالمقيمين الأجانب، حتى أصبحت طنجة عاصمة ديبلوماسية بعشر قنصليات سنة 1830م، و مدينة دولية يتوافد عليها التجار والمغامرون من كل الأنحاء نتيجة الامتيازات الضريبية التي كانت تتمتع بها.
ويقطن طنجة خليط من السكان المسلمين من العرب والبربر وجالية أوروبية يغلب عليها العنصر الأسباني. وكانت مدينة طنجة منذ القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي مقر ممثلي الدول الأجنبية لدى بلاط سلاطين مراكش، وهذا الشأن السياسي الذي كان لقصبة الدولة الشريفية قد أضفى على طنجة طابعا خاصا بها. وهي الآن قصبة المنطقة الدولية التي تحمل اسمها. وتروى عن أصل طنجة وتشييدها قصص أسطورية مختلفة فيما بينها أشد الاختلاف.
وكان موقع مدينة طنجة معروفا لدى الفينيقيين، وكانوا هم أول من استعمرها ثم سكنها من بعد المستعمرون البونيون. وقد ظهرت طنجة في رحلات هانو سنة 530 قبل الميلاد. ويبدو أن مدينة طنجة كانت قصبة ملوك مختلفين صغار من الأهلين أهمهم شأنا بوكُّوس الأول (حوالي سنة 105 قبل الميلاد). وفي عهد بوكُّوس الثالث (في سنة 38 قبل الميلاد) أصبحت مدينة طنجة جمهورية مستقلة، وأعلنت روما أنها مدينة حرة، وظلت على هذه الحال حتى عهد كلوديوس (حوالي سنة 43 قبل الميلاد) وهنالك رفعت من مرتبة مستعمرة رومانية وأصبحت قصبة ولاية. وفي سنة 291م أي في أيام الإصلاح الإداري الروماني الذي قام به دقلديانوس حين ضمت ولاية موريتانيا الطنجية إلى أبرشية بايتيكا أصبحت طنجة مقر ناظر ورئيس يديرها مدنيا، ثم انتقلت طنجة إلى حكم البيزنطيين وكانت مدينة سبتة المغربية هي مقر ممثل امبراطور القسطنطينية .
وقد دخلت مدينة طنجة في الإسلام في مستهل القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي، فقد فتحها موسى بن نصير القائد المشهور، وناط أمر حكمها بأحد قواده وهو طارق بن زياد الليثي، وحشد طارق في جوارها مباشرة الجنود الذين خرج بهم من مدينة سبتة إلى أسبانيا سنة 93هـ /711 م، وأصبحت طنجة في عهد الولاة الذين أقامهم خلفاء المشرق المتتابعون قصبة بلاد مراكش حتى جبال أطلس الكبرى، وكان أول وال اتخذ مدينة طنجة مقرا له هو عمر بن عبد الله المرادي سنة 114هـ /732 م.
وقد فقدت طنجة مكانتها السياسية منذ أن أصبح إدريس الأول سيدا لبلاد المغرب بأسرها، ولم تستعد طنجة مكانتها الأولى بعد ذلك كمدينة أولى في بلاد المغرب طوال حكم الأدارسة، ولا الخلفاء الأمويين في الأندلس، ولا المرابطين والموحدين، والحفصيين من بعدهم. وفي النصف الأول من القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي بدأت طنجة تثير أطماع الدول الأوروبية لأول مرة منذ دخول مدينة طنجة في الإسلام، فاحتلها البرتغاليون سنة 876هـ / 1471 م مع مدن أخرى بالمغرب، ثم الإنجليز ستة 1077هـ /1661 م، ثم الفرنسيون سنة 1260هـ /1844 م، ومع كل احتلال كانت مدينة طنجة تقاوم مقاومة باسلة قوى عسكرية عاتية. إثر كل احتلال كانت طنجة تجد نفسها أطلالا وخرائب إلى القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق