هل
بدأت البيضاويون يرون في نعمة المطر نقمة عليهم؟ جراء اختناق مجاري الصرف
الصحي في أحياء متفرقة في العاصمة الاقتصادية، ناهيك على انهيار منزل قديم
ومقتل شخصين، في المدينة القديمة للبيضاء.
وخلفت
بضع ساعات من التساقطات المطرية خسائر مادية في أحياء درب الفقراء بقلب
عمالة الفداء مرس السلطان، وكانت الأضرار المادية بليغة في منطقة الهراويين
أيضا وتحديدا بدوار ولد زهرة.
وألف البيضاويون مع بداية كل موسم أمطار
أن تغرق مدينتهم في الساعات الأولى بسب ضعف شبكة الصرف الصحي، ومن المتوقع
أن استمر الانفراجات المطرية إلى غاية يوم الجمعة المقبل، مما يزيد
التخوفات من حصول فياضانات تشل حركة المدينة، أو تؤدي إلى انهيار منازل
متهالكة، خاصة في المناطق العتيقة.
وكانت دراسة بريطانية أدرجت مدينة
الدارالبيضاء ضمن 9 مدن ساحلية في العالم مهددة بكوارث طبيعية، بفعل
التغيرات المناخية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، والأكثر عرضة
لفيضانات مدمرة في المائة عام المقبلة.
واستندت هذه نتائج الدراسة التي أجراها
باحثون من جامعة ليدز ومولتها الحكومة الهولندية، على طريقة جديدة لحساب
التعرض للفيضانات أو موجات توسنامي ونشرت الثلاثاء الأخير، من خلال استخدام
مؤشر لتحليل التعرض للفيضانات على تسع مدن بنيت على دلتا الأنهار وهي:
الدار البيضاء (المغرب) وكلكتا (الهند)، ودكا (بنغلاديش)، وبوينس آيرس
(الأرجنتين)، وأوساكا (اليابان)، وشانغهاي (الصين) ومانيلا (الفلبين)،
ومرسيليا (فرنسا) وروتردام (هولندا).
والدارالبيضاء مشيدة على نهر عظيم نائم
هو واد بوسكورة المخترق لجوفها، ورغم ورود العاصمة الاقتصادية ضمن هذه
اللائحة السوداء، فإن الدراسة لم تشر بشكل سيء للبيضاء، إذ اعتبرت مثلا أن
ميغابوليس مزدهرة للغاية مثل شنغهاي في الصين، هو أكثر عرضة من المدن أكثر
فقرا مثل دكا في بنغلاديش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق