الخميس، 13 ديسمبر 2012

المآثر التاريخية بمكناس

إن المآثر التاريخية مكتوب عليها أن تعيش في ذاكرة وحاضر ومستقبل كل شعوب الأرض، وعالمنا العربي يزخر بالكثير من المآثر التاريخية التي تدون وبكل فخر واعتزاز تاريخا بلغ فيه العرب أقصى ما يمكن الوصول إليه في تلك العصور من حضارة تمتاز بالازدهار والرقي، وتظل المآثر التاريخية عبر بقاع العالم أهم عامل مشترك يربط بين أجداد الإنسان المعاصر. ومن حق هؤلاء الأجداد علينا العناية بآثارهم، لأن في اندثار معالمها أو تشويهها أو إهمالها اندحارا وتشويها وإهمالا للذاكرة الإنسانية وبترا لأواصر الاتصال بينابيع الأصالة.وفي هذا السياق جاء التعريف بمدينة مكناس كواحدة من مدن العالم العربي والتي يعتبرها العديد من السياح ” متحفا نابضا بالحياة “.
موقع مدينة مكناس من خريطة المغرب
تقع مدينة مكناس على بعد 140 كلمتر شرق العاصمة المغربية الرباط، وهي بمثابة العاصمة لجهة مكناس ـ تافيلالت التي تضم ولاية مكناس وعمالة إقليم الحاجب وعمالة أقاليم إيفران و خنيفرة والرشيدية. هذه المنطقة التي تمتد على مساحة 79210 كلمتر مربع أي تحتل حوالي 11% من مجموع التراب المغربي. وهي متنوعة التضاريس والمناخ، وتأوي هذه المنطقة حسب إحصائيات 1994: 73 % من مجموع سكان المغرب. أما مدينة مكناس فهي مقسمة إلى جزءين المدينة الجديدة والمدينة القديمة هذه الأخيرة التي تزخر بتاريخ تليد تحكي عنه أسوارها وأبراجها ومآثرها التاريخية التي ظلت شامخة شموخ جبال الأطلس وجبال زرهون التي تحيط بها من كل ناحية. فمدينة مكناس مدينة الحضارة العربية الإسلامية والتاريخ التليد. ولعل المآثر التاريخية التي تربض بين جنباتها تعد شاهد إثبات، يستمد جذوره من أعماق التاريخ، على أصالة هذه المدينة. فهي بأسوارها وأبراجها وبساتينها، بقصورها ودورها ومساجدها وسقاياتها، بساحاتها وبمآذنها ومساجدها، بزواياها وأزقتها وعادات وتقاليد ساكنتها تعد متحفا نابضا وشاهدا حيا على تاريخ هذه الحاضرة. وهو ما أهلها عن جدارة واستحقاق لأن تصبح باعتراف المجتمع الدولي تراثا إنسانيا عالميا. ونسجل منذ البداية بأن الوضعية الحالية لجل المآثر التاريخية بمكناس تعتبر جيدة بفضل العناية المستمرة التي أصبحت محطا لها. والعمل الجليل الذي جعل من باحة باب منصور العلج فضاء ثقافيا كمعرض وكرواق دائم للفنون التشكيلية، على غرار باب الرواح بالرباط وباب دكالة بمراكش، يستحق منا كل التنويه .
فضاءات أعيد ترميمها واستغلالها
والترميم الذي شهده المتحف دار الجامعي وبرج ابن القارئ الذي تم استغلال فضائه كمتحف لخزف مقدمة الريف و دار الباشوات التي تستغل كمعهد موسيقي و محكمة الباشا التي تم ترميمها واستغلالها كمتحف وخزانة الجامع الكبير التي تضم مخطوطات قيمة، وهري المنصور، لجدير منا كذلك بالتنويه، الشيء الذي سيسمح بالعناية الدائمة بهذه المعالم التاريخية الكبيرة و يقدم المثل في أهمية توظيف كثير من مآثر مدينة مكناس كفضاءات ثقافية أو اجتماعية، إلى جانب كون ذلك من أسباب التعريف بها وجعلها حاضرة في ذاكرة الأجيال.
الأسوار والأبواب والأبراج
لم تكن مكناس محصنة في بداية العهد المرابطي (668-869 )، فلما عظم عليهم أمر الموحدين(541-668 هـ 1156 – 1269 م) أحاطوا حصن تاكرارت بسور كبير عليه أبراج عظيمة ما يزال بعضها قائما إلى جانب الأسوار التي بناها المولى إسماعيل والتي يناهز طولها الأربعين كلم. و تخترق أسوار المدينة مجموعة كبرى من الأبواب، أسست في مختلف العصور ابتداء من العصر المرابطي(668 -869). ومن أقدم هذه الأبواب باب زواغة، باب المشاورين، باب عيسي، باب القلعة، باب دردورة ، باب الجديد. ومما أحدثه المولى إسماعيل وبعض الملوك من بعده باب منصور، باب بني امحمد، باب الخميس، باب الرايس، أبواب المشور، باب كبيش، باب البرادعيين، باب الحجر [1]، أبواب ثلث فحول[2]، وباب العودة ، وهي كلها ما تزال قائمة حتى اليوم . وكثيرة هي الأبراج التي أقيمة فوق أسوار المدينة. على أن أغلب هذه الأبراج قد تهدم. ومن القليل الباقي برج مولاي عمر، وأبراج باب البرادعيين، وأبراج باب منصور، وأبراج باب الخميس، وأبراج باب الرايس، وبرج الماء، وبرج الناعورة، وبرج ابن القارئ وهو أجملها على الإطلاق و قد تم ترميه مؤخرا من طرف وزارة الثقافة وجعل فضائه متحفا للخزف كما سبق ذكره. �[1] وهذا هو الباب الرئيس للقصبة في العصر الإسماعيلي ، وكان يسمى ” باب العلوج” . [2] هذه الأخيرة كان لها وظيفتين الأولى تستعمل كبوابة والثانية كان الماء الصالح للشرب يمر فوقها ليصل في أمان إلى أقصى غرب المدينة .
باب منصور العلج
يقع باب منصور العلج بساحة الهديم شرق المدينة القديمة . وهو من أعظم أبواب القصبة الإسماعيلية، أسسه السلطان المولى إسماعيل في أواخر القرن السابع عشر ، ثم جدده وزخرفه ابنه السلطان المولى عبد الله سنة 1144 هجرية( 1732م). (وقد أقيم لهذا الباب مجسم كان يجثم إلى جانب قوس النصر بباريس ، واتخذ منه شعارا لسنة المغرب بفرنســا). و إلى هذا التاريخ تشير قطعة الزليج الخضراء المثبتة في واجهة الباب والتي كتبت أرقامها بالحروف الأبجدية دمشق .. د . م =40 ش =1.000 . ق =100 ومجموع الكل هو : 1144. وهي من بيت شعري نصه كالآتي:
* هل ورخت مثلي ” دمشق ” وصنعي يد صنعاء في ديباجي ويرجع بعض المؤرخين هندسة الباب إلى مهندس أوروبي ، أضيف لقبه ” العلج ” إلى اسم الباب .
برج ابن القارئ
يعتبر برج ابن القارئ من المنشآت الهائلة التي أسسها السلطان المولى إسماعيل ، وهو يشكل حلقة في سلسلة المنشآت الإسماعيلية بالمدينة. يرتبط البرج عبر أسواره ببابين كبيرين ، أحدهما ينفذ لناحية القصور الملكية في اتجاه صهريج السواني ، والآخر ينفذ لناحية الأروى الإسماعيلي، ومساكن الجيش الملكي الذي كان بمثابة الحرس . ويحتل البرج موقعا هاما ، فهو يستقبل في شموخ وشمم القادمين على المدينة من الجهة الغربية ، ويسمح بالإشراف على كثير من المواقع والمآثر التي تحفل بها المدينة كساحة الهديم ، وقبة السراء ، وقصر بين القباب . وهو يشمل من الناحية الهندسية نموذجا رائعا وفريدا للبروج الحربية التي استطاعت أن تثبت أمام الهجومات ، وذلك بفضل مثانة بنائه وتقاطع أقواسه وحصانة مشارفه وتعدد نوافذه حيث كانت توضع فوهات المدافع .
صهريج السواني
هو عبارة عن بحيرة كبرى يتجمع فيها الماء الجاري إليها من السواني الواقعة تحت أروقة الهري .
يبلغ طول الصهريج ثلاثمائة متر ، ويبلغ عرضه مائة وأربعين مترا. أسسه المولى إسماعيل ، واتخذه أيام السلم موردا تسقى من فيضه الرياض والبساتين عبر قنوات طينية ما تزال معالمها الأثرية ظاهرة في بعض جوانب الصهريج . أما في فترات الحصار فكان يستعمل خزانا يسقي منه الناس والأنعام .
هري السواني
هري السواني ، هو بناء شامخ شيده المولى إسماعيل . وهو عبارة عن مجموعة تتكون من تلاث مؤسسات . مخزن الحبوب ، وآبار الماء ، والصهريج . أما المخزن فهو هري ضخم كان من قبل مقبوا ثم تداعت سقوفه . طوله 180م وعرضه 70 م . وقد اتخذ له المولى اسماعيل مصعدا تدرج فيه الجمال المحملة بالحبوب إلى السطح ثم تفرغ الحبوب من كوة مفتوحة في أعلاه ، فإذا أريد تحصيلها للحاجة استخلصت من بابه الأرضي . وأما الآبار فهي عشر سواني عميقة كان الماء يستخلص منها بواسطة النواعير التي تدار بواسطة الدواب فينساب الماء إلى القصر أو الصهريج عبر قنوات من فخار ، وتوجد أسفل الهري الأمامي الذي حول سطحه العلوي إلى حديقة مغروسة أطلق عليها اسم الحديقة المعلقة . ويبلغ طول هذا الهري 77 م ، وعرضه 70 م .
قصر المنصور
عرفت مدينة مكناس في عهد المولى إسماعيل ، وبعده سيدي محمد بن عبد الله ، تشييد مجموعة من القصور الفخمة . ومن هذه القصور ، قصر المحنشة ، والدار الكبيرة ، وستينية ، وقصر الدار البيضاء [1]، وقصر المنصور.
قصر المنصور
شيد المولى إسماعيل قصر المنصور في روى سيدي عياد . وهو الآن يشرف على بقايا الإصطبل . كان يشتمل على عشرين قبة بكل منها شباك كان الناظر منه يطل على المدينة وبعض جوانبها . ويقوم على أهرية كبرى ، منها هري يعرف باسم سبع قبب . وفي الإشادة بهذا القصر قال الأديب عمر الحراق : أنا قصر العتــاق الجياد بناني الله في نـحر الأعادي على يد عبده المنصور حقاوصلت على القصور بكل ناد وكيف لا أصول على المباني وإسماعيل قد أسمــى عمادي وشيدني بتوفيق ويـمــن وعمـرني بآلات الـجـهـاد وبعد توليته على جهة مكناس ـ تافيلالت ،أولى السيد حسن أوريد والي جهة مكناس ـ تافيلالة عامل عمالة مكناس، أهمية كبرى لترميم هذا القصر وجعله من بين الأولويات إلى جانب الترميمات التي عرفتها أسوار وأبراج وأبواب مدينة مكناس ، بل ووظف بعض مرافق قصر المنصور لاستقبال تظاهرات ثقافية. ولا زالت الأشغال جارية به إلى حد كتابة هذه السطور.
�[1] قصر الدار البيضاء يتخذ منه حاليا مقر الأكاديمية الملكية العسكرية .
السقايات
اهتم بناة المدينة منذ العهد الموحدي(541-668هـ) بإحداث سقايات عمومية في الأحياء السكنية . وهي تشكل ظاهرة اجتماعية طابعها النفع العام. قيل إن عدد هذه السقايات بمكناس بلغ السبعين ، دون احتساب السقايات التي تتواجد داخل أبنية مساجد وأضرحة ورياض وقصور المدينة ، غير أن معظمها تهدم بالمرة . ومن القليل الباقي سقاية العدول ، سقاية القرسطون ، سقاية سيدي علي منون، سقاية التوته ، سقاية الشريشرة ، سقاية المتحف. ومن أجمل هذه السقايات سقاية سبع عنانب التي أسسها المرينيون ، ويحكى أنه كان إذا جاء أحد ليأخذ منها الماء فتكسرت آنيته عوض عنها بأخرى مجانا ، وذلك من وقف حبس على السقاية لهذه الغاية .
المدرسة البوعنانية ” الجديدة“
عني المغرب منذ القديم بتأسيس مدارس لإيواء الطلبة الذين كانوا يتلقون دروس العلم بجوامع المدينة . ومن المدارس التي اشتهرت منذ العهد المريني مدرسة العدول ، والمدرسة البوعنانية ، ثم جدد المولى إسماعيل المدرسة الفيلالية . وأهم هذه الثلاثة هي المدرسة البوعنانية [1]. وهي التي أسسها السلطان أبو الحسن المريني المتوفى عام 752 هـ . ويحكى أن السلطان عندما حضر لتدشينها استعظم تكاليف البناء والزخرفة ، فأغرق ورقة البيانات في الصهريج وأنشد مرتجلا: لا بأس بالغالي إذا قيل حسن** ليس لما قرت به العين ثمن
�[1] كانت تدعى المدرسة الجديدة ثم أطلق عليها الناس خطأ المدرسة البوعنانية .
ضريح المولى إسماعيل
أسس ضريح المولى إسماعيل ابنه الملقب بالذهبي . وهو يضم رفات ثلاثة ملوك هم : المولى إسماعيل ، وباني الضريح أحمد الذهبي ، ومصلح الضريح المولى عبد الرحمن بن هشام(1238- 1275هـ 1823- 1858م) وإلى جانب هولاء قبر السيدة خناثة زوجة المولى إسماعيل . ويعتبر هذا الضريح معلمة فاخرة تجمعت فيها خلاصة الصناعات اليدوية من نقش على الرخام والخشب والجبص ، وزليج مشكل الزخارف والألوان. وإلى جوار هذا الضريح يوجد ضريح سيدي عبد الرحمان المجدوب ” الشهير “
الزوايا والأضرحة
شكلت الزوايا نموذجا متميزا من المؤسسات الدينية والاجتماعية التي اهتم المغاربة بإنشائها منذ عصور مبكرة . وكانت بمثابة دور لنزول المسافرين والغرباء ، كما كانت الزوايا الصوفية بمثابة مدارس لتلقين علوم الدين واللغة. ومن أقدم ما عرفته مدينة مكناس بغرض الإيواء زاوية عقبة الزيادين التي أسسها المرينيون ، والزاوية الموجودة بقاياها حاليا بزنيقة النوار. وعلى غرار المدن العتيقة بالمغرب أحدثت بمكناس زوايا وأضرحة يجتمع فيها رواد الطوائف الدينية وأتباع الطرق الصوفية بقصد التوجه الصوفي وإنشاد المدائح والأذكار .
‘أبرز الأضرحة والزوايا :’
ـ ضريح الشيخ الكامل الذي أسسه السلطان سيدي محمد ابن عبد الله . وهو يحتضن جثمان الشيخ محمد بن عيسى[1]. وحوله تجتمع طوائف عيساوا بمناسة عيد المولد النبوي الشريف. ـ ضريح الشيخ أبي عثمان سعيد ، وقد أسسه السلطان سيدي محمد بن عبد الله جوار المسجد الذي يحمل نفس الاسم . ويتبرك الناس بزيارته بغرض الاستشفاء . ـ ضريح سيدي عبد القادر العلمي. وهو مقر زاوية طائفة العلميين ، الذي كان ولايزال ملتقى للذاكرين حيث ينشدون المدائح الفصيحة وقصائد الملحون التي نظمها دفين الضريح ” سيدي عبد القادر العلمي “(القرن 18) . ـ ضريح المولى إسماعيل وهو الضريح الذي يرقد فيه المولى إسماعيل ، مع سلطانين من ذريته ، وهما : ابنه المولى أحمد الذهي ، ” وهو الذي بناه ” والمولى عبد الرحمن بن هشام وتوجد بناية عن يمين الباب الداخلي للضريح وفيها يقع ” مشهد أبي زيد عبد الرحمن المجذوب”. �[1] أحد الأولياء على العهد الوطاسي ويدعى كذلك ” الشيخ الكامل “
المساجد
يناهز عدد المساجد بمكناس الأربعين . وأقدمها التي بناها المرابطون(668-869 ) والموحدون(541-668هـ) وهي جامع النجارين ” المسجد العتيق ” وجامع الصباغين ، والمسجد الأعظم . وقد أسس المرينيون جامع الزرقاء ، وجامع الحجاج المندثر ، وجامع للاعودة [1]. ومن أبرز المساجد العتيقة التي بناها العلويون مسجد سيدي سعيد ، وجامع للاخضراء ، وجامع الأنوار ، وجامع الزيتونة ، وجامع باب البرادعيين والمسجد الأزهر ، ومسجد باب مراح ، ومسجد الخضراء بقصبة هدراش . وقد أسست القواعد الأولى للمسجد الأعظم أواخر العهد المرابطي (668-869 ). �[1] ” مسعودة الوزكيتية والدة المنصور السعدي “
المسجد الأعظم
أسست القواعد الأولى للمسجد الأعظم أواخر العهد المرابطي (668-869 ). ثم زاد الموحدون في سعته بعد عام 600 وزينوا أروقته بثريا فخمة صنعت أيام محمد الناصر الموحدي عام 604 . وقد أعادوا بناء صومعته بعد أن تهدمت في أعقاب الزلزال الذي ضرب المدينة في القرن السابع للهجرة. وفي العهد الوطاسي(910 -956) أنشئ بالمسجد الأعظم مجلس خاص بالقراءة يختمون فيه سلكة القرآن الكريم مرة كل أسبوع . وقد جدد المولى إسماعيل المسجد واستغرقت أعمال التجديد عامين كاملين انتهاء بعام 1107. وفي عام 1112 نصب منبر بجانب محرابه ثم أدخل السلطان سيدي محمد بن عبد الله على المسجد بعض الاصلاحات ، وجدد الصومعة عام 1170 على أثر زلزال المدينة عام 1756/1167 . وبفضل هذه الأعمال كلها فقد أصبح المسجد يغطي مساحة تقارب 2.700 متر مربع . تقوم رحابه على 143 قوسا من الأساطين . ويحوطه أحد عشر باب منها باب الحفاظ ، وباب الحجر، وباب الخضارين ، وباب سماط الشهود ، وباب الجنائز ، وباب الكتب .
جامع الأنوار
من منشآت السلطان المولى إسماعيل ـ بناه عام 1110 على سواري رخامية يقارب عددها المائتين. كانت تتوسطه قبة قائمة على أعمدة من الرخام، وبزواياها الأربع شبابيك خشبية ذات صفائح ذهبية. وكان به صحن واسع بجانبه مئذنة يصعد إلها بدون مدارج. وقد تقوض الجامع، ولم يبق منه إلا جدرانه الجانبية وبابه الخارجي الذي يقف شامخا على مسافة 10 أقدام تقريبا من باب منصور العلج، و الذي أكمله وزاد في تنميقه السلطان المولى عبد الله عام 1146 كما تدل على ذلك كلمة ” مشوق ” المنقوشة على الزليج في أعلى الباب ضمن أبيات شعرية آخرها: وقتي ” مشوق ” كل نفس ودها تحظى به موصولة الآمال
المسجد الأزهــر
أسسه السلطان سيدي محمد بن عبد الله عام 1189. ويعرف اليوم باسم جامع الأروى. وهو ينتظم في صفوف أربع ذات أقواس محمولة على أربع وأربعين سارية. طول المسجد 88 مترا. وعرضه 60 مترا. وله ثلاثة أبواب للعموم. وآخر كا خاص بالسلطان. وتوجد خارج بابه الشمالي مدرسة تحتوي على 36 بيتا للطلبة، تتوسطها خصة ماء وبئر. وبها مئذنة المسجد.
[تحرير] خاتمــة
إن الحديث عن المآثر التاريخية المغربية يطرح بالضرورة إشكالية العناية بها وتحديد المسؤوليات في صيانتها وترميمها والتعريف بها. ولعل دور المواطن المغربي بالتأكيد يبقى أساسيا في هذا الباب . وهناك أكثر من مجال لدعم عمليات الإصلاح والإنقاذ و التعريف بها والتي تتطلب تظافر كافة الجهود .. ومن أمثلة ذلك إحداث جمعيات خاصة بالمحافظة على الآثار وبالخصوص على مبنى أثري معين ، أو تبني جمعيات معينة لمبنى أو لمجموعة مباني أثرية ، كجمعيات المهندسين المعماريين ، نوادي عدة ، ووكالات الأسفار و مكاتب المبادرات و السياحة، وغيرها من النوادي والجمعيات ذات الأهداف الاجتماعية والسياحية والثقافية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق